
بقلم: فلاح بن علي الزهراني
تعد المملكة العربية السعودية بحكم المكانة السياسية والاقتصادية، والموقع الجغرافي، والقدسية الدينية، مركز ثقل عالمي، بل محور إرتكاز يستند عليها العالم لتكون العون والسند، كما هي الملاذ الآمن، والحكم العادل، والنهج الوسطي الذي جعل منها نموذجا للحضارة المتزنة والتنمية المستدامة.
لقد ميز الله هذه البلاد عن غيرها بكونها قبلة المسلمين قاطبة، ومتنزل الكتاب الحكيم، ومهد رسالة خاتم الأنبياء، لتصبح - باصطفاء رباني- ذات قرار ومعين، قداسةً وأمناً وارفاً، محصنة بفضل دعوة أبي الأنبياء : {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [ابراهيم : 35]
ليس فقط إحاطة أمنية بل حفظاً من مزالق الشرك والضلال، وهنا مكمن السر في تبوئها هذه المكانة المرموقة، وهذا القدر من الإجلال والاحترام، بل أهَّلها لتكون قائدة ورائدة وذات نفوذٍ، وصاحبة قرار عالمي!
كما حبا الله- سبحانه وتعالى- المملكة قيادة حكيمة جعلت مصالح الوطن والمواطن أولوية قصوى، إذ لا يدخر حكامنا الأبرار وسعًا كي يحظى المواطن على الرفاهية وجودة الحياة، من خلال رؤية 2030 التي تركز برامجها على التخطيط الاستراتيجي لتحقيق الاستدامة التي تضمن الأمان في الحاضر والمستقبل، من خلال إنشاء مشاريع عملاقة ذات جدوى وفاعلية كبيرة، وكذلك مد الجسور لبناء علاقات مستقرة، وتحالفات متبادلة اقتصادية وسياسية، تركز على المصلحة الوطنية بدرجة أولية، كتنوع اقتصادي واسع، لتتضافر في مجموعها لتشكل رافداً ومصدراً دخل قوي يتحقق من خلاله الثبات والكفاءة، لتتحول المملكة لبيئة جاذبة لكبريات الشركات الصناعية والتقنية؛ إنتاجاً ونقلاً للتجربة؛ تدريباً وتأهيلاً وإحلالاً، ولتصبح وجهةً؛ لا تقتصر على السياحة وحسب، بل للمنديالات والمعارض والمسابقات والبطولات العالمية، كما هي قبلة ووجهة دينية لآداء الشعائر والتزود بعبق الإيمان من مصدره الثري، لحديثه ﷺ :" إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها"
لقد أثبتت الأحداث أن المملكة تتمتع برسوخ وثبات وقوة مستمدة من جذور عميقة ومتجددة؛ لا تزيد مع الظروف والأزمات إلا صلابة وشموخاً، بما تتمتع به من نزاهةٍ وعدل وإنصاف، لتكون دائماً في موضع الحكم، لتقول كلمة الحق لا تخشى لومة لائم أو لئيم، ولتقف مع أصحاب الحق دون مؤاربة أو مشاحة، وهذا حالها مع كل من يتعرض لضائقة أو نازلة أو يحتاج لعونٍ أو مساعدة!
وهي بذلك تسعى جاهدة لتقريب وجهات النظر وحلّ الخلافات وتسوية النزاعات بطرق سلمية، إدراكاً من القيادة للعواقب التي تجرها الحروب من دمار وهلاك وتشريد وتخلف تعود بالأوطان لميئات السنين، وهذا ما جعل للسعودية بصمات لا تنسى في إحلال الأمن والسلام في كثيرٍ من البلدان؛ وما عودة سوريا ولبنان للحضن العربي إلا خير شاهد لتلك المساعي التي تمخضت عن فرحتنا- نحن - بفرحة إخواننا الذين عادوا لوطنهم بعد معاناة سنوات عجاف نالوا خلالها من ويلات التآمر والحرب الضروس جراء تكالب الأعداء شرقاً وغرباً!!
وها هي الحرب المحتدمة الآن بين قطبي الشر والفطرسة؛ الصهاينة المحتلين، و إيران الفارسية والتي تدور حول فرض سيطرة وجودية أكثر من كونها عقدية؛ فكلاهما يتقاطعان في الضلال والإضلال، كما هما مسعوران في سفك الدماء، وعداء العرب، لتصبح إزاء ذلك الأجواء ملغمة بتطاير شرر نار الصواريخ الملتهبة ليحرق هنا أو ليسقط هناك، لتضطر معه كثير من الدول لإغلاق أجوائها أمام الرحلات، ولتبحث الرحلات العالمية التي تربط أنحاء الكرة الأرضية ببعضها عن مسارات آمنة، عند إذاً لا تجد مجالاً جوياً يضمن سلامتها سوى سماء المملكة العربية السعودية والتي شعارها؛ أرضاً وسماءً:( بسلام آمنين)!!
هنا تثبت المملكة أنها أرض السلام، منها السلام ابتدأ، وعليها وإليها يرفرف بجناحيه معلنًا: أن السعودية الأمن والأمان!!
حفظ الله المملكة العربية السعودية بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وحفظ علينا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وقيادتنا مصدر فخرنا، وأمننا الذي هو مستقر حياتنا!
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات