
عندما نستمع إلى لفظ "المكان الآمن" يخطر على بالنا مكان يوفر الحماية والأمان، فيما يأتي المكان الآمن في أطر عديدة كالملموسة والمحسوسة، حيث يشكل المنزل مكانًا آمنًا للأغلبية، ولكن ليس بالضرورة فحينما تمتزج معاني الأمان بالخوف والقلق والإزعاج والمنغصات، فيتحول المكان الآمن -افتراضًا- إلى مكان غير آمن، وقد يصبح الملجأ المرتبط بالاحساس السلبي و حالات الزعزعة الأمنية مصدرًا للأمان في حالات الحرب والخطر -حمانا الله وأدام أمننا وأماننا- إذ ينتقل الشعور السلبي إلى نقيضه شريطة أن تتوفر البيئة والمناخ المناسب لذلك المكان، كذلك تشكل المحميات الطبيعية موطنًا مهيئًا لما فيها من أحياء وكائنات إلا أنّ ذات المحمية قد تتحول إلى قيد لايطاق و لا يحتمل بالنسبة لكائنات غير مهددة وليست بحاجة إلى الحماية، كلنا نعي المكان الآمن قبيل دخوله كبيت الجدة والأهل والأصدقاء، أو أن يكون مكانك المخصص والخاص كزاوية وثيرة ودافئة في المنزل تشعر وتتصل بها وحدك في أوقاتك، وحينما تنعدم أو تقل الأماكن الآمنة في حياتك يبقى الأمان الداخلي و النفسي والروحي عبر الاتصال بالعليم جل جلاله أهم أوجه الأمان والسند، من ثم بعض الأشخاص الذين يعلبون دور المكان الآمن الدافيء في أيامنا القارسة، وفي حال انعدام كل شيء -لاقدر الله- يتجلى الأمان الداخلي النابع من الذات أنك على مايرام أو ستكون يومًا.
✍🏼سهوب بغدادي
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات