
الرياض - أحمد الخبراني
في الوقت الذي تتغير فيه العادات الغذائية وتتنوّع الأصناف على موائد الغداء، يظل للبن السائل مكانة “لا يمكن التفاوض عليها” عند فئة من الناس، حتى أصبح غيابه يُثير التوتر أحيانًا داخل البيت.
أبو أمجد، موظف حكومي في الخمسين من عمره، يلخّص القصة ببساطة:
“أنا ما أطلب كثير، بس إذا ما فيه لبن، أحس كأن الغداء ناقص. مهما أكلت، ما يكتمل الشعور بالشبع إلا برشفة لبن بارد.”
يضحك ويكمل: “حتى لو سافرنا، أول شيء أدور عليه في الثلاجة هو اللبن.”
لكن في الجهة الأخرى، تقف أم نايف، التي تُدير معركة يومية مع زوجها وأبنائها حول هذا “الإدمان الأبيض”، كما تسميه:
“أطبخ وأجهز وأتعب، وكل اللي أسمعه قبل لا يمدّون أيديهم: (وين اللبن؟!)، وكأن كل الأكل ما له طعم بدونه!”
وتضيف بابتسامة متعبة: “مرة نسيت أشتريه، ما تغدّوا إلا بعد ما طلع نايف للسوبر ماركت يجيبه.”
وتُشير مصادر صحية عامة إلى أن اللبن بالفعل يُساعد على الهضم ويمنح شعورًا بالراحة بعد الوجبات الثقيلة، مما يفسّر تعلق كثيرين به، خاصة بعد أكلات مثل الكبسة أو المقلقل والكبدة والوجبات الثقيلة والدسّمة.
المفارقة أن كثيرًا من محلات الألبان تسجّل ذروة مبيعاتها قبيل وقت الظهر، في مؤشر على أن “غرشة اللبن” أصبحت عنصرًا أساسيًا على المائدة لا يقل أهمية عن الطبق الرئيسي.
سواء أكان عادة غذائية مفيدة أو “وسواس غدائي” كما تصفه بعض الأمهات، فإن اللبن لا يزال يحافظ على مكانته كمشروب لا يقبل الغياب، في نظر عشّاقه.
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات