القنفذة - علي السيد
محافظة القنفذة على موعدٍ جديد مع الفرح والهوية، حين يفتح مهرجان «شتائنا تراث وغذاء» أبوابه على الكورنيش الغربي لمدة أربعة أيام، ابتداءً من 11 / 1 / 2026، في تظاهرة ثقافية وسياحية تعكس روح المكان وعمق الإنسان.
هذا المهرجان لا يأتي كفعالية عابرة، بل كرسالة واضحة: القنفذة تملك ما يُحكى ويُحتفى به. تراثٌ متجذر في الذاكرة، وموروثٌ شعبي غني، وأطباقٌ تقليدية تحمل نكهة البيوت القديمة وسخاء الأرض. هنا يلتقي الماضي بالحاضر في مشهد حيّ، وتتحول الذاكرة إلى تجربة تُعاش لا تُروى فقط.
يمنح «شتائنا تراث وغذاء» مساحة حقيقية للأسر المنتجة والحرفيين والطهاة الشعبيين لعرض إبداعاتهم، ويعيد الاعتبار للمنتج المحلي بوصفه جزءًا من الهوية لا مجرد سلعة. كما يشكّل المهرجان منصة للتلاقي المجتمعي، وفرصة لتعزيز الوعي السياحي، وترسيخ مفهوم السياحة الثقافية كرافد تنموي مستدام.
اختيار الكورنيش الغربي ليس تفصيلاً شكليًا؛ فالمكان ببحره ونسيمه وامتداده الطبيعي يشكّل خلفية مثالية لفعالية تحتفي بالجمال، وتدعو الزوار لاكتشاف القنفذة بعيون مختلفة، بعيدًا عن الصورة النمطية، وقريبًا من روحها الحقيقية.
القنفذة اليوم لا تنتظر من يعرّف بها، بل تبادر وتفتح أبوابها بثقة. ومهرجان «شتائنا تراث وغذاء» خطوة صادقة نحو صناعة حدث يليق بتاريخها، ويؤكد أن السياحة ليست ترفًا، بل ثقافة وهوية واقتصاد مجتمع.
(0) التعليقات
تسجيل الدخول
لا توجد تعليقات