منوعات

"حين ينطق الصمت: القلم متنفس الروح”

"حين ينطق الصمت: القلم متنفس الروح”

في عالمٍ مزدحمٍ بالأصوات، وقلوبٍ مثقلة بالهموم، يبقى القلم الرفيق الصادق الذي لا يخون، والكتابة المَنفذ الوحيد حين تضيق الصدور. إنهما أكثر من أدوات للتعبير، فهما مساحة نمارس فيها حريتنا الحقيقية، ووسيلة نعيد بها ترتيب فوضى الداخل.

 

الكتابة: صرخة بلا صوت

ليس كل من يكتب كاتبًا محترفًا، لكن كل من كتب بصدقٍ، أفرغ شيئًا من روحه على الورق. الكتابة لا تحتاج دائمًا إلى موهبة، بل إلى صدق الشعور. قد تكتب لتبوح، لا لتُبدع؛ لتُخفّف، لا لتُظهر؛ لتشفى، لا لتُبهر. وهذه وحدها رسالة نبيلة.

 

القلم: صديق لا يُرهق من شكوانا

حين تعجز الحروف عن النطق، ويصعب البوح، يكون القلم هو المَلاذ. لا يقاطعك، لا يُعاتبك، لا يُحكم عليك. تكتب له ما تشاء، وقتما تشاء، دون أن تُبرر أو تشرح. وكأن الحبر نافذة هروب من ضجيج الحياة إلى هدوء الورق.

 

الكتابة كنوع من الشفاء

الكتابة تُعلّمنا أن نراقب مشاعرنا، أن نُصغي إلى أفكارنا، وأن نحترم حزننا قبل فرحنا. في كل كلمة نكتبها، نحذف وجعًا صغيرًا من القلب، ونمنحه مكانًا على الورق. ولعل أجمل ما فيها أنها تُبقي داخلنا نقيًّا، حتى لو كان العالم خارجه معتمًا.

لماذا نكتب؟

 • لأننا نرفض أن نختنق بالكلمات.

 • لأن هناك أشياء لا تُقال، بل تُكتَب.

 • لأن في الكتابة حياةً موازية، لا تُقيدنا فيها الظروف، ولا تُحاصرنا فيها القيود.

خاتمة

القلم ليس مجرد أداة، بل هو مرآة للنفس. والكتابة ليست ترفًا، بل حاجة. فمن وجد في الكتابة متنفسًا، لن يضيع في زحام الحياة. اكتب.. حتى لا تنسى من تكون، حتى تُرمّم ما تهدّم، وحتى تقول للعالم بصمتك: “أنا هنا، وهذا وجعي.. وهذا أملي."

 

✍🏼سلطان الشايقي