
ما أن تُسدل الستارة على آخر جولة من الدوري السعودي للمحترفين، حتى تبدأ أيام الاشتياق تتسلل إلى قلوب عشّاق المستديرة. تتوقف صافرات الحكام، ويخفت صدى الهتافات في المدرجات، لكن في القلب ضجيج لا يسكن، حنين لمباريات تُلعب بروح التحدي، ولحظات درامية تُكتب في سجلات الذاكرة.
الاشتياق للدوري السعودي ليس مجرد شوق لمباريات تُبث على الشاشات، بل هو توق لعالم متكامل من العاطفة، الإثارة، والتنافس الشريف. ففي كل موسم، نعيش قصة جديدة، نتابع صعود نجم وسقوط آخر، نترقب “الكلاسيكو” بشغف، ونحتفل بـ”ديربي” يحمل نكهة لا تشبه سواها.
كيف لا نشتاق، وقد بات الدوري السعودي واحدًا من أكثر الدوريات إثارة في المنطقة، بل وحتى على مستوى العالم، بعد أن أصبح قبلة للنجوم العالميين، وموطنًا للمفاجآت والمواجهات التاريخية؟ كيف لا نشتاق، وقد صار يوم المباراة طقسًا اجتماعيًا تتجمّع فيه الأسر والأصدقاء، وتعلو فيه أصوات التشجيع والفرح وحتى الحزن، كلها مشاعر حقيقية تنبع من القلب.
في غياب الدوري، يصبح اليوم بلا نكهة. تمر الأيام بطيئة، كأنها تنتظر صفارة البداية. ويمتد الشوق من الجماهير إلى اللاعبين، ومن الإعلاميين إلى المحللين، ومن الطفل الذي يرتدي قميص فريقه المفضل، إلى الجدّ الذي يتابع المباريات وهو يحتسي قهوته بكل حماسة.
لكن ما يجعل هذا الشوق جميلاً، أنه لا ينطفئ، بل يتضاعف مع الوقت. فكل لحظة غياب، هي لحظة انتظار، وكل انتظار هو وعد بحكاية جديدة قادمة، مليئة بالإثارة والمفاجآت.
فيا دوري المحترفين، عد سريعًا، فقد اشتقنا إلى جنونك، إلى لياليك الصاخبة، إلى تسللاتك، أهدافك، وأخطائك التحكيمية التي تشعل الجدل. اشتقنا إلى المجد الأزرق، والهيبة الصفراء، والطموح الأحمر، وكل الألوان التي ترسم لوحتك المتفردة .
✍🏼الرياض - سلطان الشايقي
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات