
جازان - أحمد الخبراني
في منطقة جازان جنوب المملكة، تتجلى مظاهر الفرح بعيد الأضحى المبارك من خلال عادات وتقاليد متوارثة، أبرزها تحضير أكلة “الحميس” الشهيرة. تُعد هذه الوجبة من الأطباق الأساسية التي تزين موائد الأهالي خلال أيام العيد، لما تحمله من رمزية تراثية ونكهة مميزة.
فما هو “الحميس”؟
“الحميس” هو طبق تقليدي يتكون من قطع صغيرة من لحم وشحم الخروف، تُطهى مع مجموعة من البهارات مثل الهيل، الفلفل الأسود، الكمون، وملح الجبل. تُقطع المكونات إلى أجزاء صغيرة في عملية يُطلق عليها محليًا “الحش”، وهو ما يجعل البعض يطلق على الطبق اسم “المحشوش”، إلا أن التسمية الأشهر في المنطقة تبقى “الحميس”.
يُطهى الشحم أولاً حتى يذوب، ثم يُضاف إليه اللحم والبهارات، ويُطهى المزيج على نار هادئة حتى ينضج تمامًا وتتشرب القطع نكهات التوابل.
تحضير “الحميس” ليس مجرد طهي، بل هو طقس اجتماعي يجمع أفراد العائلة، حيث يشارك الجميع في تقطيع المكونات وتحضير البهارات. يُقدم الطبق عادةً مع الخبز الجازاني المعروف بـ”الخمير” أو إلى جانب الأرز، ويُحفظ في أوانٍ فخارية تُعرف بـ”الحواسي”، مما يسمح بتخزينه لفترات طويلة دون أن يفسد.
رغم مكانته العريقة في المطبخ الجازاني، يواجه “الحميس” بعض الانتقادات من الأجيال الجديدة بسبب محتواه العالي من الدهون، إلا أنه لا يزال يحتفظ بجاذبيته كطبق رئيسي في الأعياد والمناسبات، وكعلامة مميزة للضيافة والكرم الجازاني.
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات