
الإعتذار وقبول الإعتذار خلق اسلامي يجب التمسك به وجعله منهج حياة حتى ينال العبد رضى ربه والاقتداء بالنبي في أفعاله وأقواله .
من المروءة وأيضا الشجاعة تقديم الإعتذار لمن أخطأنا بحقهم سواء كان الخطأ قولاً أوفعلا لا المكابرة أو القول ماذا يقول الناس عني كذبت أو ظلمت. التردد هنا لايجوز والاعتذار هنا واجب وتركه مسألة غير طيبة دنيا وآخرة .
وايضا قبول العذر دون اجترار للماضي أو عتاب هو الآخر واجب بنص الحديث : فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من اعتذر إلى أخيه المسلم من شيء بلغه عنه فلم يقبل عذره لم يَرِدْ عَلَيَّ الحوض ) .
هذا الحديث قاعدة عظيمة تدل على ماللاعتذار وقبوله من أهمية في حياة المسلمين علاقة وترابطا ومحبة .
صعد عمر بن الخطاب المنبر وخطب الناس مبديا رأيه حول المهور قائلا : أيها الناس، ما اكثاركم في صداق النساء، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الصدقات فيما بينهم أربع مائة درهم، فما دون ذلك ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله او كرامة لم تسبقوهم إليها، فلا أعرفن ما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم، ثم نزل .
وما إن ذُكّر من قبل إمراة من قريش قالت له : ياأمير المؤمنين نهيت الناس أن يزيدوا في مهر النساء على أربعمائة درهم؟ قال: نعم، فقالت: أما سمعت ما أنزل الله في القرآن؟ قال: وأي ذلك؟ فقالت: أما سمعت الله يقول (وآتيتم إحداهن قنطارا) «الآية» فقال: اللهم غفرا، كل الناس أفقه من عمر .
فعاد للمنبر معتذرا باسلوب جميل وشجاعة كاملة قائلا: أيها الناس، كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربع مائة درهم، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب فليفعل.
الاعتراف بالخطأ فضيلة والاعتذار ليس ضعفا بل ان الامتناع وعدم الاعتذار يعد تكبرا فمن منى لايخطئ ففي الحديث : كل ابن آدم خطاء،.اذا لاغرابة ان يقع الخطأ ولكن لنعتذر اتباعا للسنة ومحافظة على العلاقة ودوام العشرة بين الأخ وأخيه والصديق وكذا الأزواج ومن عرفنا أولم نعرف فالخطأ يبقى ندبة لايرتفع ولا يبرى الا بالاعتذار والتسامح .
✍🏼عبدالله عبدالرحمن الغيهب
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات