
قال النبي ﷺ: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان"، وقال ﷺ: أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا: "إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر" تلك صفات المنافقين فيما ورد في الأحاديث -عافانا الله وإياكم- إنه لمن الصعب أن تعرف المنافق أو النفاق من الوهلة الأولى أو من التعاطي المبدئي مع الأفراد، إذ يظهر الشخص أفضل ماعنده ويبدي أبهى صورة لديه ويخفي في الداخل غير ذلك، قد يبطن الشخص الحقد والضغينة والحسد ويظهر الألفة والود والإبتسامة التي تمرّس عليها مرارًا لتماهي تلك الصادقة والنابعة من القلب، والدوافع كثيرة وتتعدد وتتشعب بحسب المُراد، إما لنيل شيء ما أو لتحصيل منفعة آنية أو مستقبلية، إنّ الأمر الأدهى والأمر من ذلك عندما يكون النفاق مع النفس والذات، بالعامية "يكذب الكذبة ويصدقها"عندما يقول الشخص ما ليس فيه، على سبيل المثال الإنجازات الوهمية، ويتقاطع نفاق النفس مع مساوئ الأخلاق كالكبر فعندما ينافق الشخص نفسه يعظم في عين ذاته ويصاب بداء العظمة، إنه لأمر متناهي الصعوبة من ناحية الشفاء وسلامة النفس والغير منه، وقد تتأصل بذرة النفاق من الصغر ونعومة الأظافر حتى تصبح سمة لا مفر منها، بسبب التربية الصارمة غير المبررة والقسوة والإهمال وعدم التسامح وقلة المرونة مع الطفل، الأمر الذي يدفع الطفل لتلك التصرفات السلبية، إنّ الأمر تراكمي وتراكبي ويتطلب التدخل السريع فور ظهور البوادر، حمانا الله وإياكم.
✍🏼سهوب بغدادي
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات