في أقل من تسعة أشهر فقط منذ انطلاقته، حقق مشروع قطار الرياض إنجازاً غير مسبوق، إذ نجحت الخطوط 3، 4، 5، و6 التي تعمل تحت إشراف وتشغيل تحالف فلو في نقل 100 مليون مسافر، لتصبح العاصمة النابضة بالحياة شاهدة على واحدة من أسرع قصص النجاح في تاريخ مشاريع النقل الحضري على مستوى العالم.

هذا الرقم المذهل لم يكن مجرد حصيلة أرقام، بل هو انعكاس مباشر لرؤية وطن يتسابق مع الزمن، ويسعى بخطى واثقة نحو تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في شتى المجالات العلمية، الثقافية، الخدمية، والترفيهية.

وراء هذا النجاح يقف دعم كريم لا محدود من قيادة حكيمة تمثلت في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، ومتابعة دقيقة من الهيئة الملكية لمدينة الرياض، التي وضعت ثقتها في شباب وشابات الوطن، ومكّنتهم من خوض غمار تجربة هي الأولى من نوعها في المملكة، ضمن منظومة تعد الأحدث والأكثر تطوراً على مستوى العالم.

إن قطار الرياض اليوم ليس مجرد وسيلة نقل، بل هو شريان حياة يختصر المسافات، ويصنع الفوارق، ويجسد صورة وطن لا يعرف المستحيل... ولعل الأجمل في هذا المشروع أن أبناءه وبناته بدأوا في تولّي زمام قيادته وتشغيله، بعد أن تم تهيئة كل الظروف لتمكينهم، ليصبحوا هم أبطال هذه الرحلة نحو المستقبل.

آن لكل منتسب لهذا المشروع العملاق أن يقف بفخر أمام هذا الرقم الاستثنائي، وليدرك أن ما تحقق ليس سوى بداية الطريق، وأن الطموحات أكبر، والأفق أوسع، والمسيرة مستمرة.

حفظ الله الوطن، وأدام عز قادته، وأعلى بهم كلمته.

✍🏼علي بن عبد الله المالكي