
✍🏻 بقلم الكاتب / أحمد الخبراني
قبل أيام، كتبت في هذا المكان مقالًا بعنوان:
“مشاهير السوشال ميديا.. هل يحق لهم إقامة فعاليات رياضية؟”
تناولت فيه تساؤلًا محوريًا: كيف لمؤثر أن يُنظّم فعالية رياضية جماهيرية دون
مسؤولية، وكأنه جهة تنظيم رسمية؟ وهل أصبحت الشهرة تبريرًا لعبث قد يُعرّض حياة الناس للخطر؟
🔗 رابط المقال: اضغط هنا
https://newspens.sa/post/37369
وما هي إلا أيام حتى جاءت الواقعة: ملعب متواضع في إحدى محافظات جازان، حشد جماهيري ضخم، مباراة مرتجلة بلا تنظيم، ومشهد يُبث للعالم وكأنه يمثل واقع الرياضة في المنطقة… بينما الحقيقة مغايرة تمامًا.
المملكة اليوم تقود مشروعًا وطنيًا غير مسبوق للارتقاء بالرياضة على المستوى العالمي: بنية تحتية، استقطاب نجوم، احتراف تنظيمي، واستثمار نوعي في المحتوى الرياضي. وفي خضم هذه النقلة التاريخية، يظهر البعض ليُقيم فعاليات مرتجلة، دون أدنى تنسيق أو وعي، في صورة لا تليق برياضة المنطقة .
بل الأدهى من ذلك، أن بعض من يُطلق عليهم “مؤثرين”، انجرّوا وراء هذه الفوضى، يعلنون ثم يؤجلون، ثم يُلغون ويعتذرون، دون أن يدركوا الهدف أو الغاية، وكأنهم ينساقون خلف الزخم دون بوصلة، لا يسأل إلى أين المسار، محتوى يتغير كل ساعة، ومواقف تتقلب كل لحظة، لتصنع مشهدًا مرتبكًا لا يمثل الرياضة ولا يحترمها.
أعتقد بأن بعض المشاهير باتوا يقيمون فعاليات للتجارب، يختبرون فيها أفكارًا تدر عليهم الأرباح، ويقيسون مدى التفاعل حسب مزاج الجمهور، دون اكتراث لشىء، فقط للتأكد من ملائمة الفكرة أو من عدم ملائمتها للاستثمار .
فمنطقة جازان، التي تحتضن مدينة الملك فيصل الرياضية، وتضم ملاعب مجهزة لأندية رياضية منتشرة في معظم محافظاتها، وتزخر بالساحات والمماشي الرياضية، ليست بحاجة لمن يُعرّفها بالرياضة أو يُجسدها بمشهدٍ مرتجل لا يعكس واقعها الحقيقي.
وهنا أتساءل أين دور فرع وزارة الرياضة في المنطقة؟
من يُراقب؟ من يوقف هذا العبث؟ وهل يُعقل أن يُترك المشهد الرياضي المحلي ليُدار عبر اللايفات والمنشورات والتقلبات اللحظية؟
الرياضة ليست عرضًا عابرًا، بل هي رسالة وطنية، وهوية حضارية، وصناعة استراتيجية ننافس بها العالم.
فجازان ليست بحاجة لمن يُنقذ رياضتها، بل لمن يحترم مواهبها، ويُظهر واقعها الحقيقي، وينقل صورتها كما هي: منطقة تُخرّج المواهب وتُنافس بهم المملكة عالميًا، فليست ساحة لعبث الارتجال والاستعراض.
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات