
الرياض - مريم الأحمد
أظهرت دراسة استطلاعية حديثة، أعدّتها شركتا “نوكيا” و”أومديا”، أن شركات الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا تتجه بشكل متزايد نحو أتمتة الشبكات، وتستعد للتحول إلى الشبكات ذاتية التشغيل، في إطار سعيها إلى تحسين تجربة العملاء، وخفض التكاليف التشغيلية، وتوليد إيرادات جديدة من خلال خدمات رقمية متقدمة. وتؤكد نتائج الدراسة أن الشركات في المنطقة تحقق تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال مقارنةً بالمتوسط العالمي، بالرغم من التحديات المتعلقة بالبنية التحتية ونقص المهارات.
تشير الدراسة إلى أن نحو 65% من شركات الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بدأت بالفعل مبادرات متنوعة في مجال الأتمتة، وتمتلك خرائط طريق واضحة لتطوير شبكاتها خلال السنوات الثلاث المقبلة. كما أفاد المشاركون من المنطقة بتحقيق مستويات أتمتة أعلى بنسبة 16% مقارنة بالمتوسط العالمي على امتداد النطاقات الشبكية المختلفة.
ورصدت الدراسة التزامًا واسعًا من الشركات بتتبع تقدمها في هذه المبادرات عبر مقاييس أداء دقيقة، حيث تسعى إلى بناء شبكات تتسم بالمرونة، والاستجابة الفورية، والقدرة على مواكبة المتطلبات المتزايدة للمستخدمين، خاصة مع التوسع في خدمات الجيل الخامس وارتفاع الطلب على الرقمنة.
وفي مواجهة التحديات التشغيلية المتزايدة، مثل تعقيدات إدارة الشبكات واسعة النطاق، والعمليات اليدوية، وتجزؤ الأدوات، ونقص الكوادر الفنية، أكدت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يُعد من أبرز الحلول الواعدة. فقد أشار أكثر من 55% من المشاركين إلى أن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي قادر على معالجة مشكلات الشبكة، فيما أبدى 35% تفاؤلهم بإمكانية استخدامه لتحويل النوايا التشغيلية إلى إجراءات فعلية في المستقبل القريب. واعتبر 4% فقط أنه قد يسهم في البحث ضمن الوثائق الفنية والإرشادية لتقديم حلول دقيقة.
وفي هذا السياق، قال جيمس كراوشو، رئيس قطاع الاتصالات لدى شركة “أومديا”، إن شركات الاتصالات في الشرق الأوسط وإفريقيا تركز حاليًا على أتمتة شبكات التقارب الأساسية، وشبكات نقل البيانات عبر بروتوكول الإنترنت، وتقنية التبديل متعدد البروتوكولات باستخدام الملصقات (IP/MPLS)، بينما تظل شبكات الوصول الأقل تطورًا من حيث الأتمتة. وأوضح أن تحسين تجربة العملاء، وتعزيز قدرات اكتشاف الأعطال، يمثلان الدوافع الأساسية نحو الأتمتة، في حين يُشكل الأمن مصدر قلق متزايد، حيث يرى ثلث المشغلين أنه يمثل عائقًا كبيرًا، رغم أن نصفهم تقريبًا يعملون حاليًا على تطوير استراتيجيات أتمتة شاملة.
من جهتها، أكدت سمر ميتال، نائب الرئيس ورئيس الخدمات السحابية والشبكات في “نوكيا الشرق الأوسط وإفريقيا”، أن نتائج الدراسة تعكس التزام مزودي خدمات الاتصالات في المنطقة بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة في شبكاتهم، وقالت: “نشهد تقدمًا واضحًا يفوق بعض المناطق الأخرى من العالم. وتؤكد هذه النتائج دقة رؤيتنا في نوكيا لبناء شبكات ‘تستشعر وتفكر وتتصرف’، وهي شبكات قادرة على التنبؤ بالاحتياجات، وحل المشكلات قبل وقوعها، والعمل باستمرار نحو تحسين الأداء”.
وتُظهر نتائج الدراسة أن تحسين استخدام الموارد يُعد من أبرز الفوائد التشغيلية المرجوة من أتمتة الشبكات، بما يتماشى مع الاتجاهات العالمية، إذ تتيح الأتمتة لمشغلي الاتصالات تخصيص سعة الشبكة ديناميكيًا حسب الطلب الفعلي، مما يقلل من الإفراط في التزويد ويخفض استهلاك الطاقة، خاصة عبر إيقاف تشغيل المكونات غير المستغلة خلال فترات انخفاض الاستخدام.
كما أشارت “أومديا” إلى أن لدى “نوكيا” مجموعة متكاملة من حلول الأتمتة تشمل جميع مجالات الشبكة، ومن أبرزها مركز العمليات الرقمية (Digital Operations Center)، وباقة البيانات (Data Suite)، وحل “نت غارد سايبردوم” (NetGuard Cyberdome). وتستخدم هذه الحلول تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي والذكاء الاصطناعي الوكيل لتمكين مقدمي الخدمة من ربط البيانات من مصادر متعددة، وتقديم خدماتهم بكفاءة وأمان أكبر.
يُذكر أن البيانات الواردة في هذه الدراسة تم جمعها من خلال استطلاع أجرته “أومديا”، وشارك فيه 45 من كبار المتخصصين في شركات الاتصالات من تسع دول في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، يعملون في مجالات مثل تخطيط الشبكات، والهندسة، والعمليات، والبحث والتطوير، ويشغل بعضهم مناصب عليا تشمل الرئيس التنفيذي للتقنية والرئيس التنفيذي للمعلومات.
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات