المقالات

مشاهير “السوشال ميديا”.. هل يحق لهم إقامة فعاليات رياضية ؟

مشاهير “السوشال ميديا”.. هل يحق لهم إقامة فعاليات رياضية ؟

✍🏻 بقلم أحمد الخبراني 

في زمن تحوّلت فيه المنصات الرقمية إلى ساحات نفوذ، بات بعض مشاهير “السوشال ميديا” يتجاوزون حدود التأثير إلى منطقة أكثر خطورة: إقامة فعاليات جماهيرية، كمباريات لكرة القدم، وغيرها من المهرجانات الترفيهية، دون أدنى اكتراث بالأنظمة أو اشتراطات السلامة أو حتى أهلية المكان!

 

نعم، لم نعد نتحدث فقط عن بث مباشر أو إعلان منتج، بل عن دعوات عامة لحضور مناسبات يتزاحم فيها المئات وربما الآلاف، في ملاعب شعبية، أو استراحات، أو مزارع خاصة، بلا تنظيم، وبلا أي وعي بخطورة ما قد يحدث.

 

وما الحوادث المتكررة التي نراها – بين تدافع، أو سقوط مرافق، أو حالات اختناق حول العالم – إلا جرس إنذار يجب أن يُسمع جيدًا.

 

السؤال الذي يفرض نفسه هنا : كيف يُنظّم “مؤثر” فعالية رياضية أو مهرجانًا جماهيريًا ويعلن عنه وكأنه جهة رسمية أو شركة منظمة؟ وهل كل من يملك عدداً من المتابعين يحق له أن يعبث بسلامة الناس بهذه الطريقة؟!

 

فالأمر حقيقةً لا يتعلق بالشهرة ولا بعدد المشاهدات، بل بأرواح الناس وسلامتهم. فهل يدرك هؤلاء أنهم – دون أن يشعروا – قد يكونون سببًا في مأساة لا تُحتمل، أو كارثة لا تُغتفر؟

 

فحين يتم تنظيم حدث، ويُحشد له عبر وسائل التواصل، وتُجمع الجماهير في أجواء غير آمنة، فإن أي حادث يقع – لا قدر الله – لا يجب أن يُواجه فقط بالأسى والتعاطف، بل بالمحاسبة.

 

التهاون أو التغاضي عن هذه التجاوزات بذريعة “أنه مشهور” أو “كانت فعالية ترفيهية بسيطة”، هو تشجيع غير مباشر لمزيد من الفوضى.

 

رسالتي الختامية للمشاهير، شهرتكم لا تعني سلطتكم، أن تكون مؤثرًا لا يعني أن تقيم فعاليات و مهرجانات جماهيرية دون تنظيم.

 الشهرة مسؤولية، ومن لا يعي حجمها لا يستحقها.

كونوا على قدر التأثير الذي تملكونه، لا تستخدموه لإرضاء غرور اللحظة على حساب سلامة الناس.