
حين يرحل الأحبة، تترنح القلوب وتضيق العبارات، ويعجز الحرف عن ملامسة عمق الفقد. فما بالنا إن كان الراحل هو الابن، فلذة الكبد، وضحكة العمر، والنبض الذي كان يملأ البيت فرحًا؟
صديقي العزيز،
لم أجد في لغات العالم ما يصف ألمي حين بلغني خبر رحيل “نايف”، ابنك الحبيب. لم يكن مجرد طفل في عينيك، بل كان أملك، وسندك في صغره، وحلمك في كبره. كان وجهه المشرق يختصر لك الحياة، وصوته يوقظ فيك الأبوة بكل معانيها.
غيابه كان صدمة… وكان فقده وجعًا خيم على قلوب كل من عرفه، فما بالك بقلبك؟ أعرف أن الجراح عميقة، وأن الليل بات أكثر وحشة، لكني أؤمن، كما تؤمن، أن الله أرحم به منّا، وأن اختياره له لم يكن إلا لحكمةٍ لا يعلمها إلا هو، وربما كان “نايف” طيرًا من طيور الجنة، اختاره الله ليكون نورًا في قبرك، وشفيعًا لك يوم تلقاه.
يا صديقي، إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراق نايف لمحزونون.
لكن اعلم، أن البكاء رحمة، والحزن حبّ، وأن الله وعد الصابرين أجرًا لا يُحد، “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ”.
رحم الله نايف، وأسكنه فسيح جناته، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وجعل لقائك به لقاء فرح لا فراق بعده.
وإني أعاهدك – كما يعرف الوفاء بيننا – أن يظل نايف في دعائي، وفي قلبي، وأن نظل نذكره بكل خير، ونتصدق عنه بكل جميل، ونحتسبه عند الله من الصالحين الذين سبقونا إلى الجنة.
فاصبر يا صديقي، واحتسب، فـ”نايف” لم يغب… بل سبق .
✍🏼الرياض - سلطان الشايقي
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات