تعتبر المقاهي فضاء ترفيهي للترويح عن النفس ولملاقاة الأصدقاء فهي مجتمع يجمع عامة الناس العامل أو العاطل والفقير والغني وهي المتنفس الثقافي للعديد من الكتاب والأدباء 

 والمقاهي تلعب دوراً حيويا في المجتمع وتساهم في الحراك الثقافي والاقتصادي والمقاهي العامة مظهر لتشكيل المجتمع واستقراره وهي صورة للواقع الاجتماعي والبعض يفضل ارتياد المقهى من أجل أن يشعر بالراحة  

أيضًا فهناك من يقصدها بغية احتساء مشروب القهوة أو الشاي فالمقهى ليس مكاناً لاحتساء المشروبات على شتى أنواعها فحسب وإنما هو مكان يتناول فيه الزوار أطراف الحديث وما يدور من أحداث ووقائع سياسيّة واقتصاديّة ودينيّه وغيرها من المواضيع التي تكون محظ اهتمام كموضوع الرياضة خاصة كرة القدم اللعبة المفضلة عند الجميع. 

 لاسيما عندما تبث المقابلات عبر الشاشات وأيضًا لعبة الشطرنج والورق وتتناثر المقاهي بين أحياء المدن فمنها للعابرين وهناك المقاهي الشعبيّة داخل الأحياء ويقصد المقاهي يومياً عدة أجيال من سكان المنطقة وخارجها . 

وتعتبر مثابة منتدى اجتماعي يلتقي فيه الكبار والشباب يتبادلون الحديث والقصص وهناك مقاهي المثقفين يجتمع فيها الأدباء والكتاب والمثقفون مع القراء وقد لقيت المقاهي دوراً هاماً في حياة الكتاب والمثقفين والشعار والفنانين. 

إذ يكون التجمع على رشفة مشروب القهوة والشاي وتتضمن المطارحات الشعريّة والمداخلات الثقافيّة . 

ثم تطورت المقاهي وأصبحت مجالس ثقافية مهمة وهي أماكن للتعارف والتقارب والحوار وكان العرب يجتمعون في سوق عكاظ يتبادلون ثقافتهم بطرق مختلفة ومن لا يعرف المقاهي فالمقاهي في جميع الدول لعبت دوراً ثقافياً وفكرياً وسياسياً بارزاً . 

إذن يشكل المقهى جزءاً من ذاكرة المدن الحديثة والتفاصيل الحياتيّة ودليلاً على ثقافة الشعوب وشاهد على عاداتهم اليوميّة ومستودعاً لتاريخهم وتراثهم المقاهي ليست لمجرد تناول القهوة بل هي فضاءات للتواصل الاجتماعي ومراكز الأعمال وأماكن الترفيه والاسترخاء ونشر ثقافة الود والتعارف بين مرتاديها .

وأصبحنا نرى فعاليات وندوات وأمسيات شعريّة وثقافيّة متعددة المواضيع منتشرة على خارطة المقاهي في مدن مملكتنا وفي المجتمع نجد أن هناك أثر في ظهور المقاهي وظهور وتطور المجتمعات البشريّة والمعرفيّة التي أثرت الثقافات وساعدت على انتشارها فالمقاهي صارت ذائعة بشكل ملفت في ربوع الدول والأمصار وتعكس حال المدينة وفضائها الاجتماعي والثقافي .

✍🏼بقلم / الكاتبة الصحفية / ليلى الشيخي