المحليات

نايف”.. قبّل يدي وقدّمي ثم رحل.. والدة الطفل الراحل تروي تفاصيل الوداع الصامت قبل يوم من الفاجعة

نايف”.. قبّل يدي وقدّمي ثم رحل.. والدة الطفل الراحل تروي تفاصيل الوداع الصامت قبل يوم من الفاجعة

الرياض – أقلام الخبر

في مشهد مؤلم يهز الوجدان، روت الأستاذة أماني الخبراني – والدة الطفل الراحل “نايف” – تفاصيل اللحظات الأخيرة التي جمعتها بابنها قبيل وفاته بيوم، في موقف سيظل محفورًا في ذاكرتها وذاكرة كل من عرف “نايف”، الطفل البار، المضيء، الذي رحل فجأة إثر صعقة كهربائية أودت بحياته، وترك قلب أمّه مكسورًا لا يجبره سوى الدعاء.

 

تقول الأم المنكوبة، وصوتها يغص بالدموع:

 

“نايف لم يكن مجرد ابن، كان هدية الله لي، كل يوم يُثبت لي أنه مختلف، نقيّ، حنون، بارّ. لم يكن ينام دون أن يُقبّل يدي وقدمي، وكان يحمل بين جنبيه قلب رجل وحنان أم.”

 

وفي مشهد مؤثر قبل وفاته بيوم، تروي الأستاذة أماني اللحظة التي لم تدرك حينها أنها ستكون الوداع الأخير:

 

“أصرّ على والده أن يأخذَه إلى محل الورود، قال له: (أريد باغة ورد لأمي.. لازم أنا أجيبها بنفسي). عاد يحملها بفخر، وقدّمها لي بابتسامة هادئة، وكأنه يقول لي وداعًا دون أن يعلم… أو ربما علم قلبه الصغير ما لم نعلمه نحن.”

 

ما زالت الأستاذة أماني تحتفظ بباغة الورد التي قدّمها ابنها قبيل الرحيل، وتصفها بأنها “أغلى هدية في حياتها”، قائلة:

 

“تحتوي على ابتسامته وروحه، ووداعه. أنظر إليها كل يوم، وأشعر أنه ما زال هنا، يحضنني بعينيه الصغيرتين، ويده التي كانت لا تفارق يدي.”

 

“نايف”، الذي كان محبًا للمساجد، مُكرمًا لمعلميه، محبوبًا من زملائه، لم يرحل إلا وقد ترك في كل قلب أثرًا، وفي كل عين دمعة، وفي كل أم أمنية بأن يحفظ الله أبناءها من الفقد.

 

وكأن الله قدّر أن تكون حياة نايف القصيرة رسالةً خالدة في البرّ، والحنان، ووداعٍ صامت لا يُنسى.. وكأن قلبه الطاهر كان أرقّ من أن يحتمل قسوة الدنيا، فعاد إلى من هو أرحم به من الجميع.. إلى رحمة الله التي لا تنفد، وسكينته التي لا تزول.”